الربط بين النظام الغذائي وصحة الشعر: حقائق علمية جديدة

الصحة الذهبية
المؤلف الصحة الذهبية
تاريخ النشر
آخر تحديث

 الربط بين النظام الغذائي وصحة الشعر: حقائق علمية جديدة

إعداد: فريق خبراء التغذية والعناية بالشعر

المقدمة

الشعر ليس مجرد جزء جمالي في مظهرنا الخارجي، بل هو مؤشر حيوي يعكس حالة الصحة العامة للجسم. في السنوات الأخيرة، كشفت الأبحاث العلمية عن ارتباط وثيق بين النظام الغذائي وصحة الشعر، حيث تلعب العناصر الغذائية دورًا محوريًا في نمو الشعر، وقوته، ولمعانه، وحتى في تأخير ظهور الشيب. هذا المقال يستعرض أحدث الحقائق العلمية التي تربط بين ما نأكله وصحة شعرنا، مع تقديم نصائح عملية لتحسين جودة الشعر من خلال التغذية السليمة.



اولا: فهم بنية الشعر ودورة النمو

قبل الغوص في العلاقة بين التغذية والشعر، من المهم فهم كيفية نمو الشعر وتأثره بالعوامل الداخلية والخارجية.

  1. تركيب الشعر: يتكون الشعر من بروتين الكيراتين، الذي يتشكل في جريب الشعرة الواقع تحت سطح الجلد. تحتاج الخلايا في قاعدة الجريب إلى إمداد مستمر من العناصر الغذائية لتقسيمها وإنتاج خلايا جديدة.

  2. دورة نمو الشعر: تمر دورة الشعر بثلاث مراحل:

    • طور النمو (Anagen): تستمر من 2 إلى 7 سنوات، حيث ينمو الشعر بنشاط.

    • طور التراجع (Catagen): مرحلة انتقالية قصيرة (أسبوعين) يتوقف فيها النمو.

    • طور التساقط (Telogen): تسقط الشعرة لتحل محلها أخرى جديدة.
      أي نقص في العناصر الغذائية يمكن أن يعطل هذه الدورة، مما يؤدي إلى تساقط الشعر أو ضعفه.


ثانيا: العناصر الغذائية الأساسية لصحة الشعر

أظهرت دراسات حديثة أن الشعر يحتاج إلى مجموعة متنوعة من الفيتامينات، المعادن، والبروتينات ليبقى قويًا وصحيًا. إليك أهمها:

1. البروتينات: لبنة بناء الشعر

  • الشعر يتكون أساسًا من الكيراتين، وهو بروتين ليفي.

  • نقص البروتين في النظام الغذائي يؤدي إلى ضعف الشعر وهشاشته، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الأمراض الجلدية السريرية والتجميلية (2023).

  • المصادر المثالية: اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك، البيض، البقوليات، والمكسرات.

2. الحديد: الوقود الخفي لنمو الشعر

  • الحديد ضروري لإنتاج الهيموجلوبين، الذي ينقل الأكسجين إلى خلايا الجسم، بما في ذلك بصيلات الشعر.

  • وجدت دراسة في مجلة التغذية الطبية (2022) أن نقص الحديد (حتى دون الإصابة بفقر الدم) يرتبط بتساقط الشعر عند النساء.

  • المصادر: السبانخ، اللحوم الحمراء، العدس، وبذور اليقطين.


3. الزنك: الحارس المناعي للشعر

  • الزنك يدعم انقسام الخلايا وإصلاح الأنسجة، ويحافظ على الغدد الدهنية حول البصيلات.

  • نقص الزنك قد يسبب تساقط الشعر وجفاف فروة الرأس، وفقًا لبحث في مجلة الكيمياء الحيوية التطبيقية (2021).

  • المصادر: المحار، بذور القرع، اللوز، والحمص.

4. الفيتامينات: A, C, D, E, B المركب

  • فيتامين A: ينظم إنتاج الزهم (الزيت الطبيعي) الذي يرطب فروة الرأس. الإفراط فيه قد يسبب تساقط الشعر.

  • فيتامين C: مضاد للأكسدة، ويعزز إنتاج الكولاجين الضروري لبنية الشعر.

  • فيتامين D: أشارت دراسة في مجلة الغدد الصماء (2023) إلى أن نقصه يرتبط بداء الثعلبة (Alopecia Areata).

  • فيتامينات B (خاصة البيوتين): تعزز نمو الشعر وتقلل من تقصفه.

5. أوميغا-3: سر اللمعان

  • الأحماض الدهنية أوميغا-3 تغذي بصيلات الشعر وتحسن كثافته، كما ذكرت مجلة الأمراض الجلدية الأوروبية (2022).

  • المصادر: الأسماك الدهنية (السلمون، الماكريل)، الجوز، وبذور الكتان.

ثالثا: النظام الغذائي الحديث وأزمة تساقط الشعر

مع انتشار الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة، أصبحت نقص التغذية أحد أسباب تساقط الشعر المبكر.

  • الكربوهيدرات المكررة: ترفع مستويات الأنسولين، مما قد يؤدي إلى زيادة إفراز الأندروجينات (هرمونات مرتبطة بتساقط الشعر).

  • نقص التنوع الغذائي: الاعتماد على نظام غذائي محدود (مثل الحميات النباتية غير المدروسة) قد يسبب نقصًا في الحديد أو فيتامين B12.

  • التأثيرات الالتهابية: الأطعمة المقلية والسكريات تزيد الالتهابات في الجسم، مما يعطل دورة نمو الشعر.

رابعا: أنظمة غذائية مفيدة للشعر بناءً على أحدث الأبحاث

1. حمية البحر الأبيض المتوسط

  • تعتمد على الخضروات، الفواكه، الأسماك، وزيت الزيتون.

  • دراسة في مجلة Dermatology Practical & Conceptual (2023) وجدت أن اتباع هذه الحمية يقلل من تساقط الشعر بنسبة 30% بسبب غناها بمضادات الأكسدة.

2. النظام النباتي المتوازن

  • يجب على النباتيين التركيز على مصادر البروتين النباتي (مثل الكينوا، التوفو) وتناول مكملات فيتامين B12 والحديد.

3. الصيام المتقطع

  • أظهرت أبحاث أولية أن الصيام يحفز إنتاج الكيتونات، التي قد تعزز صحة البصيلات، لكن يجب تجنب الجفاف ونقص المغذيات.

خامسا: دور المكملات الغذائية – بين الحقيقة والخرافة

  • البيوتين: مفيد فقط لمن يعانون من نقصه، ولا دليل على أنه يعالج التساقط لدى الأصحاء.

  • الكولاجين: قد يحسن سماكة الشعر وفقًا لدراسة في مجلة العلوم الجلدية (2021).

  • الحديد والزنك: يجب تناولها تحت إشراف طبي لتجنب الجرعات الزائدة.

سادسا: صحة الأمعاء وصحة الشعر – اكتشاف جديد

كشفت أبحاث عام 2023 عن ارتباط بين ميكروبيوم الأمعاء وصحة الشعر:

  • البكتيريا النافعة في الأمعاء تساعد على امتصاص العناصر الغذائية وإنتاج فيتامينات B.

  • النصيحة: تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك (الزبادي، الكيمتشي) والبريبايوتك (الثوم، الموز).

سابعا: نصائح عملية لتحسين صحة الشعر عبر التغذية

  1. تناول البروتين في كل وجبة: مثل البيض على الفطور، الدجاج على الغداء.

  2. تجنب الحميات القاسية: التي تحذف مجموعات غذائية كاملة.

  3. شرب الماء: الجفاف يجعل الشعر جافًا وهشًا.

  4. استخدام الزيوت الطبيعية: مثل زيت جوز الهند للترطيب الخارجي.


الخاتمة

العلاقة بين النظام الغذائي وصحة الشعر ليست خرافة، بل حقيقة تدعمها الأبحاث. من خلال اختيار الأطعمة الغنية بالعناصر الأساسية، وتجنب الممارسات الغذائية الضارة، يمكننا تحسين صحة شعرنا ومنع تساقطه. ومع تقدم العلم، قد نكتشف المزيد من الروابط المذهلة بين ما نضعه في أطباقنا وما يظهر على رؤوسنا.


تعليقات

عدد التعليقات : 0